لسلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الصّلاة مظهر للعبوديّة، وسيبل للتّزكية
كيف يستقيم من يصلّي الصّلاة خارج وقتها .. وإن صلاّها في وقتها اشتكت من نقرها ..؟!
تأتي إلى صلاتك فـي فتـور *** كأنّك قد دُعِيتَ إلى البلاء
وإن أدّيتها جـاءت بنقـص *** لما قد كان منك من الرِّياء
وإن تخل من الشّـرك فيهـا *** تُدبّر للأمور في الارتقـاء
ويا ليت التّدبّر فـي مبـاح *** ولكن في المشقّة والشّقاء
وإن صلّيتها مـن بين خلـق *** أطـلت ركوعها بالانحناء
يا عبـدُ ألا يستحقّ الله منك *** سـاعة تناجيه في صفـاء
إنّ مثل من هذا حالُه كمثل فأرٍ أراد أن يتّخذ صديقا، يزيل عنه وحشته، ويحسن صحبته، فاختار بعيرا، فأخذه إلى داره
فلمّا رأى البعير جحر الفأر، قال: يا هذا ! .. إمّا أن تتّخذ داراتليق بصاحبك، أو تتّخذ صاحبايليق بدارك
فكذلك العبد .. عليه أن يؤدّي صلاة تليق بربّه، أو يتّخذ ربّا يليق بصلاته.
فالصّلاة التي تجني ثمارها الجنة هي: الصّلاة لوقتها: فهي أعظم الأعمال، حتّى إنّ الله تعالى قد أوجب الصّلاة
على المريض والصّحيح وعلى المسافر والمقيم.
بل أوجبها في أصعب الأوقات، وأحلك اللّحظات، وذلك عند ملاقاة العدوّ ..
فقال الله تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ}
أي: إن لقيتم العدوّ:{فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} أي: إن اشتدّ خوفكم من العدوّ بأن كانوا يستعدّون لقتالكم وخشيتم خروج وقت الصّلاة
فصلّوا وأنتم تمشون أو راكبون ..في هذه الحال سقط كلّ شيء، سقط استقبال القبلة .. سقط القيام .. سقط الخشوع .. سقط الرّكوع .. سقط السّجود ..
سقط كلّ شيء إلاّ الصّلاة كيفما استطاع العبد
يومئ ويشير برأسه للسّجود، وللرّكوع، ويذكر الله تعالى كيفما استطاع .. المهمّ هو الصّلاة لوقتها ..
فما قولك أيّها الجالس في مكتبه، ويقول: الله غالب العمل ..!؟
وما قولك أيّها التّاجر في محلّه، ويقول: الله غالب .. إنّها الخبزة ..!
وما قولكِ أنت أيّتها المرأة في بيتها، وتقول: الله غالب .. إنّها شؤون البيت ..!
فوالله ما بقي لأحد عذر بعدما سمعتموه، وللحديث بقيّة
وإن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت، والله يقول الحقّ وهو يهدي السّبيل.